بدأت مكاتب الطباعة في أبوظبي استخدام نموذج العقد الجديد لفئة الأعمال المنزلية المساعدة والذي بدأ سريانه مطلع يونيو/ حزيران الجاري ،2014 وتوقع أصحاب مكاتب استقدام العمالة أن يسهم هذا العقد في علاج الكثير من المشكلات الناتجة عن عدم وضوح الرؤية القانونية لدى أطراف النزاع في قضايا فئة العمالة المنزلية المساعدة، مشيرين إلى أن ما جاء في بنود العقد يفسر بشكل لا لبس فيها ما للجميع من حقوق وما عليهم من التزامات .
اشتمل العقد الجديد على تسعة بنود، وتحدث البند الأول منه عن تحديد نوع العمل ونطاقه، حيث أشترط على رب العمل عدم جواز تشغيل فئة العمالة المنزلية المساعدة في الأعمال الخطرة التي تتنافى مع النظام العام، مع وضعهم تحت التجربة لمدة ثلاثة أشهر، كما اشترط عدم جواز عمل هذه الفئة إلا لدى صاحب العمل وأفراد أسرته فقط، فضلاً عن ضرورة معرفتهم بطبيعة العمل وقيمة الراتب وتاريخ استحقاقه، والذي حدده العقد بسبعة أيام كحد أقصى من تاريخ الاستحقاق، إضافة إلى المسكن والمأكل والمشرب .
يركز البند الثاني على الأجر وكيفية سداده حيث ألزم فئة العمالة المنزلية المساعدة بالتوقيع على كشف الأجور لإثبات الاستلام، مع التزام الكفيل ببذل العناية لمساعدتهم في تحويل الأجر وفقاً للأنظمة المصرفية بالدولة، مشيراً إلى أحقية رب العمل في الاستقطاع من أجرهم للتعويض عن الضرر الناتج عن فقدان أو تلف أي مواد مملوكة لرب العمل متى كان ذلك ناتجاً عن خطأ أو مخالفة للتعليمات على إلا يزيد الاستقطاع عن أجر خمسة أيام في الشهر .
ويوضح البند الثالث التزامات فئة العمالة المنزلية المساعدة والتي تمثلت في تعهدهم القيام بالواجبات والالتزامات التي تفرضها طبيعة المهنة وفقاً لشروط الاستقدام، مع الالتزام بالصدق والأمانة وسرية حرمة البيوت والالتزام بالعادات والتقاليد المتعارف عليها بالدولة .
ويلخص البند الرابع التزامات رب العمل في أهمية المعاملة الحسنة وحفظ كرامة وسلامة فئة العمالة المنزلية المساعدة، وتمكينهم من الاتصال بذويهم على نفقة رب العمل، كما أشار إلى إلزام رب العمل بتوفير الرعاية الصحية للخادمة وفقاً للنظام الصحي بالدولة، وفي حال الوفاة أثناء سريان العقد يلتزم رب العمل بتحمل كافة مصاريف نقل الجثمان والأمتعة الشخصية وتسليم مستحقاتهم إلى الجهة المعنية بأقصى سرعة ممكنه .
ويشير البند الخامس إلى إجازات العمل، مشيراً إلى أهمية تنظيم العمل بين الطرفين بما يتناسب مع طبيعة المهنة والأعمال المسندة لفئة العمالة المنزلية المساعدة، على أن يمنحوا فترات كافية للراحة لا تقل عن 8 ساعات متواصلة يومياً، كما أشار إلى استحقاقهم لإجازة 30 يوماً عن كامل مدة العقد وإذا لم يرغبوا في أخذها أن يمنحوا مقابلها أجر شهر كبدل إجازة إضافة إلى أجر الشهر الاعتيادي، مع قيمة التذكرة في حال السفر ذهاباً وإياباً، كما يحق لهما يوم راحة بأجر خلال الأسبوع، ويجوز تشغليها يوم الراحة على أن يمنحوا يوم بديلاً أو بدلاً نقدياً عنه بما يعادل أجر ذلك اليوم .
ويتحدث البند السادس عن موضوع تذاكر السفر، مشيراً إلى تحمل رب العمل لتذكرة السفر عند سفرهم إلى الموطن مع انتهاء العقد المحدد بسنتين دون تجديد، وفي حال رغب الطرفان في التجديد مع الرغبة من أصحاب هذه الفئة في السفر لقضاء الإجازة أن يتحمل رب العمل تكاليف تذكرة الذهاب والعودة .
ويوضح البند السابع مدة العقد وانتهائه، مشيراً إلى أن مدة العقد سنتان من تاريخ بدء العمل الفعلي ويجوز التمديد حسب رغبة الطرفين، وإذا رغب رب العمل في إنهاء مدته يلتزم بتوفير تذكرة سفر لهم للعودة إلى بلادهم ودفع أجر شهر على سبيل التعويض الاتفاقي، وإذا رغبوا في إنهاء العقد قبل انتهاء المدة بسبب منهم بعد انتهاء فترة التجربة أن يتحمل أصحاب هذه الفئة مصاريف العودة إلى أوطانهم، وتسقط حقوقهم حال ثبوت ترك العمل فجأة، ويعد العقد منتهياً إذا تركوا العمل بدون عذر شرعي مدة عشرة أيام متصلة خلال مدة العقد، كما تسقط حقوقهم في حال انقطاعهم عن العمل مدة 15 يوماً متقطعة خلال مدة العقد، وعند انتهاء العقد وعدم الرغبة في التجديد يقوم الطرفان بالتوقيع على مخالصة نهائية تثبت عدم مطالبة كلا الطرفين بأي حقوق لدى الآخر .
وينوه البند الثامن بأنه في حال نشوب نزاع بين الطرفين أن يتم اللجوء إلى فرع تسوية المنازعات بالإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب لتسوية النزاع، وفي حال عدم الوصول إلى التسوية يحال النزاع إلى المحاكم المختصة للنظر فيه .
ويشير البند التاسع والأخير إلى مسألة التصديق على العقد، موضحاً خضوع هذا العقد لأحكام القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 1973 بشأن دخول وإقامة الأجانب وتعديلاته والقرارات واللوائح المنفذة له، مع التزام رب العمل بإجراءات التصديق على العقد لدى الإدارة وفقاً للإجراءات المقررة .
والتقت "الخليج" مع عدد من مكاتب توريد العمالة المنزلية المساعدة، وأرباب العمل، وبعض أفراد هذه الفئة للتعرف إلى آرائهم في بنود العقد الجديد، وعما إن كانت تلبي تطلعاتهم في توفير حلول للكثير من المشكلات التي تتعلق بهذه القضية .
يقول أحمد جمال من مكتب للعمالة في هذا الشأن بأن الوصول إلى صيغة مناسبة ترضي جميع الأطراف تمثل خطوة مهمة في الحد من النزاعات التي تحدث بين أطراف قضية فئة العمالة المنزلية المساعدة، مشيراً إلى أن أبرز هذه المشكلات يتمثل في دور السفارات التي تسهم في بعض الأحيان بشكل غير مباشر في تشجيع هذه الفئة على الهروب، منوهاً بأهمية المعاملة الحسنة لهم، فضلاً عن الوفاء بحقوقهم المادية في مواعيدها، وحل مشكلاتهم دون تركها تتطور وتأخذ أبعاداً أخرى تضر بأسرة الكفيل مستقبلاً .
وتحدث عبد العزيز عوض مدير مكتب للأيدي العاملة بأن تحديد بنود واضحة في العقد سيريح أطراف العلاقة ويقلل من الضغوط التي تعانيها مكاتب الاستقدام بالذات، مشيراً إلى أن الجميع يلقي باللوم دائماً على المكاتب في حين أنها تبذل كل ما في وسعها لحل المشكلات بين الكفيل ومن يكفله من فئة العمالة المنزلية المساعدة .
ويقول سلطان البريكي المدير المسؤول في مكتب لاستقدام وجلب الأيدي العاملة بأن هذا العقد يساعد الأسر ويخفف من حدة الاحتقان في العلاقة مع المكاتب، لأن بنود العقد ستسري على الجميع دون تمييز، مشيراً إلى أن النظام لا يضر أحداً في حين أن عدم الوضوح في الواجبات والمسؤوليات هو الذي يسبب المشكلات .
ويرى محمود شوقي من شركة للعمالة بأن العقد يضمن حقوق جميع الأطراف سواء كان الكفيل أو فئة العمالة المنزلية المساعدة أو المكاتب، مؤكداً أنه راعى إلى حد كبير التركيز على العلاقات الإنسانية باعتبارها الأهم في إحداث التوافق بين جميع الأطراف .
ويشير عبد الهادي الحمادي- موظف - إلى أن أكثر المتضررين من هروب فئة العمالة المنزلية المساعدة ومشاكلهم هو الكفيل نفسه، في حين أن أفراد هذه الفئة أو المكاتب يحصلون على حقوقهم كاملة، متسائلاً عمن يضمن حقوق الكفيل، وموضحاً بأنه في كل الأحوال التي تقع فيها مشكلات بين فئة العمالة المنزلية المساعدة والأسر والمكاتب يبقى رب العمل هو الخاسر الأكبر في الموضوع .
وانتقدت ماجدة الشمري - موظفة - دور بعض السفارات في قضية الهروب قائلة: رغم حق السفارات في الاهتمام برعاياها، إلا أنها أحياناً ما تكون عاملاً مساعداً ومشجعاً لفئة العمالة المنزلية المساعدة على الهروب، متسائلة لماذا لا تحيل السفارات الموضوع إلى الأجهزة المختصة حفاظاً على حقوق الطرفين، واقترحت أن يكون هناك تأمين بنكي على هذه الفئة بما يضمن للكفيل حق استرداد أمواله في حال هروبهم، مشيرة إلى أن ارتفاع تكاليف استقدام فئة العمالة المنزلية المساعدة، يحمل رب العمل أعباء إضافية في حال رغبته في استقدام بديل .
وترى "إليس" إحدى الخادمات التي عادت إلى المكتب بعد 11 شهراً قضتها لدى كفيلها، بأن أفضل ما جاء في بنود العقد تأكيد حسن المعاملة، مشيرة إلى أنها كانت تتلقى معاملة جيدة من رب العمل .
وامتدحت "شيلا" بنود العقد الجديد، مشيرة إلى أنها تضمن حقوق فئة العمالة المنزلية المساعدة بشكل كبير، مشيرة إلى أنها تعيش حياة سعيدة مع الأسرة التي تعمل لديها حيث تتلقى معاملة جيدة من الجميع قائلة" الكل يعاملني باحترام وربة المنزل لا تتواني عن تعنيف أبنائها الصغار إذا تجاوز أحدهم ضدي، مشيرة إلى أنها تسعى دائماً أن تكون عند حسن ظنها رداً لهذه المعاملة الحسنة .
المصدر: ارقام
0 التعليقات:
إرسال تعليق